السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لسعادة قرار ، أول من يتخذه أنت حينما تفكرين باتجاه إيجابي نحو ذاتك ونحو الآخرين ، الموروثات الفكرية التي تشدك إلى الماضي وأنت تسقطين ضعفك على الظروف، قد تكون فيها شئ من الصواب،لكنها تتحول وبفعل إرادة الإنسان إلى محطات بناء تصنع منك شخصية متميزة ، وهنا أضع بين يديك خلاصة تجارب شخصية وآراء لفلاسفة في علم الأخلاق وعلماء النفس فهموا طبيعة النفس الإنسانية، وقبل أن آخذك إلى بعض هذه الرؤى والتأملات، أبحث معك حالة الصدق مع النفس والانفتاح الشفاف مع الله سبحانه ، فحينما يفكر الإنسان في بناء نفسه ينبغي أن ينطلق من محطات الضعف، ويشكر ربه على نعم كثيرة ،
لا تقفي مكتوفة اليدين، عاجزة عن فهم موقعك في الحياة ، انطلقي شاكرة الله سبحانه لأنك قطعت مشوار الحياة محققة الكثير من الإنجازات ، أعطيت السعادة لمن حولك ، خططت لأشياء قد آتت ثمارها ، نعم كثيرة تستحق منك الشعور بالبهجة والثقة كي تتصالحي مع نفسك.
يبدأ البرنامج الآن
رسالة شكر لله وحمده على النعم الكثيرة، فالله يعاهد عبده إن شكر النعم والتزم بتسخيرها لما يرضيه سينال مكافآت جمة لن تخطر على باله ، ففي كل صباح قفي أمام النافذة وتأملي الكون الفسيح وعظمة الخالق في منحك نعمة البصر السليم والساعدين القويين والساقين المشدودين ،القامة السليمة ، أنظري للعالم برؤية متفائلة ،لا تكتأبي ولو سرا من شائبة في وجهك أو امتلاء في بدنك ،أشياء بسيطة تعكر مزاجك ،أنظري إلى النواحي الإيجابية في ظاهرك وباطنك، إنك محملة بكم هائل من النعم لا يقدرها إلا من يفقدها.
اشحذي في روحك الطاقة الإيجابية حينما تضعين موازنة بين النقاط المثمرة في حياتك والجوانب السلبية
ستجدين أن السلبيات قليلة مقياساً للإيجابيات لذا دوني في مفكرة صغيرة إنجازاتك التي شعرت بالرضا عنها وأعطيها الأهمية كأن ((ساعدت ابني على النجاح بتفوق )) ، (( قدمت مساعدة مالية بسيطة لجارة عزيزة ))، ((رتبت الملابس الشتوية المبعثرة في خزانات الثياب))
هذا الجانب سيحفز تطلعاتك لتتجهي دوماً في هذا الاتجاه فيرتفع تقديرك لذاتك. لقني عقلك الباطن كل ليلة وقبل النوم، كل الصفات التي تودين أن تكون فيك فإنها ستنطبع في الذاكرة وتصبح عادة وإيحاء تتصرفين على ضوئه ، قولي مثلاً:
((أنا قوية ، أنا صبورة ، أنا واثقة من نفسي))
كرري كل هذه المعاني وباستمرار مؤكد أنك بعون الله ستصبحين شجاعة ، قوية ، صبورة ، قادرة على تخطي الأزمات.
تعلمي فن إدارة الوقت وترتيب الأولويات وعمل جدول زمني لزياراتك الاجتماعية وأعمالك اليومية حتى تتخلصي من الفوضى وضياع الوقت والجهد في هوامش الأشياء دون المحتوى والقضايا الهامة.
اعلمي أن كل جزء فيك يحتاج إلى تدريب وترويض ، عقل ، جسد ، روح ، قلب ، إقرئي ، غذي عقلك بالثقافة والمعلومات كي تتنامى شخصيتك وحتى يكون لديك حضور اجتماعي ولسان بليغ وفكر منسق ،
فالعلم ينشط الجهاز العصبي ويستحث الموصلات العصبية على ممارسة نشاطها ،والجسد في حاجة إلى رياضة يومية ،كالتريض في الطبيعة مشياً على الأقدام مدة نصف ساعة يومياً ثم خصصي نصف ساعة للتأمل مع التنفس العميق.
لا تعطي الأشياء أكبر من حجمها الطبيعي ، المهم أن تفعلي كل ما في وسعك دون قلق ، لا ترتبكي لأن ابنك لم يحقق الامتياز المطلوب في الاختبار، أو أنك لم تنالي الترقية بعد هذه السنوات الطويلة ، قلق من تغير مزاج زوجك ،القلق مصدره عدم الرضا عن الذات، انظري لنفسك نظرة ثقة واعتزاز حتى يرى الآخرون فيك ما ترينه في نفسك، وتأكدي أن كل ما في الكون من حوادث وظروف ومشاكل مقنن في ترتيب كوني رسمته يد الإبداع الإلهي وكل ما يحدث فهو في عين الله وشعارك في أتعس الظروف هو :
(( أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ))
تعاملي مع الآخرين بلغة الحب والاحترام ، إن فكرتنا عن الناس تأتي بناء على نظرتنا نحن لهم ، فلو جئت بروح محبة صادقة حتماً سيودك الآخرون ، فلا محل للعدوانية والتصادم، فالله يوصينا في كتابه الكريم أن نتعامل حتى مع عدونا بمحبة كما في قوله تعالى: (( ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )).
خصصي لنفسك وقت هادئ بعيداً عن زحام البيت والأولاد ، وهذا هو الوقت الذي ينفس عنك الضغوط والإزعاج ، دعيه لمحاورة ذاتك وترتيب نفسك وهواياتك المحببة ((تذكري أن لنفسك عليك حق ))
وأن العطاء ينضب إذا لم تستردي بعضاً من أنفاسك كنوع من التجديد.
لا تقارني نفسك بأحد كوني كما أنت شكلاً ومضموناً ولا تفكري بتقليد أحد فلكل واحد منا بصمته الخاصة
التي تحمل جيناته الوراثية وصفاته الشخصية وتقبلي ذاتك بعيوبها وسلبياتها ، إنها المصالحة مع الذات والاطمئنان يكسبك الإحساس بالرضا والقناعة. دائماً فكري في الآخرين وإسعادهم والغفران لهم لأننا جزء من هذا الكل ، تصرفك الودود هذا سينعكس على الآخرين ، سيودونك ، يحبونك ، يدعون لك ، تذكري الشجرة المثمرة التي ترجم بحجر كيف تلقي بثمرها للراجم.
حاسبي نفسك كل ليلة وعاهدي الله على ترك الأخطاء والذنوب ومحاولة إحلالها بعادات طيبة وترويض النفس على تقبلها تدريجياً مثال على ذلك (( الاستغابة )) ذنب تقع فيه أغلب النساء ، بمجرد أن يوسوس لك الشيطان اقترافه تمتمي بأنشودة أو دعاء ليشغلك عن هذا الذنب.
اجلسي ضمن ساعة محددة أو أكثر مع زوجك والأولاد للحوار معهم في قضية أسرية ، اسمحي لكل فرد في الأسرة يتكلم بتلقائية ليعبر عن مضايقاته وأحاسيسه ونقده كي تتوثق الأواصر وتزول الأقنعة ولكي يتعلم الأولاد فن الحوار والتعبير عن الذات بكل جرأة وطلاقة ، وتمضين هكذا في تواصل يومي مفتوح طوال الحياة.
فاجئي أولادك وزوجك والأهل والأحباء بهدايا في المناسبات المفرحة أو ترتيب موقف إيجابي يدعم بمكافأة ، كشراء هدية لابنك عندما يقلع عن عادة الكذب.
رتبي أوراقك وتخلصي من الأشياء البالية في المكتبة وخزانات الثياب التي تربك عليك تفكيرك
واكتفي بالأشياء التي تحتاجينها ، تأكدي أن هذا الأمر البسيط سيخلق عندك حالة من الاستقرار.
كوني دائماً مبادرة في كل شئ مبدعة في الحفاظ على زوجك ، متفننة في جذبه ،متغيرة في شكلك ، عطوفة ، حنونة ، ملهبة لعواطفه ، تثيرين فيه الحوافز والنشاط ، تفجرين فيه نبع العاطفة والحماس إلى الحياة ، وهذا لن يكون
إلا إذا كنت أنت متجددة ، متغيرة ، متطورة ،باحثة عن كل ما هو جديد في عالم الجمال وفنون الحب ،
تعلمي فنون العشق ليظل لك حبيباً إلى الأبد ، ولو نشطت كل امرأة وأبدعت في هذا الدور
لما هجر الزوج عشه ، وسمعنا عن الخيانات والزواج الثاني والطلاق ، للمرأة أسلحة أنثوية مدربة عليها بالفطرة تستطيع استغلالها بذكاء لتسعد حياتها الزوجية .
منقول