شهر رمضان شهر القرآن
قرأت هذه القصة في جريدة قديمة :
سافر الأب طلباً للرزق مخلفاً زوجته وأولاده الثلاثة
بعث لهم برسالته الأولى فتلقفوها بالشم والتقبيل
ووضعوها في علبة أنيقة دون أن يقرأها أحد منهم
وهكذا فعلوا مع رسالته الثانية والثالثة
ومضت السنين
وعاد الأب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابناً واحداً فقط
فسأله عن أمه
قال الابن : لقد مرضت ولم يكن معنا مالاً لعلاجها فماتت
قال الأب : ولكني أرسلت لكم مبلغاً كبيراً من المال في رسالتي الأولى
قال الابن: لم نفتح الرسالة لقراءتها
ثم سأله عن أخيه
فقال الابن : لقد صاحب بعض رفاق السوء وأوردوه المهالك
تعجب الأب وقال: ألم يقرأ رسالتي التي طلبت فيها أن يبتعد عن رفاق السوء
رد الابن قائلاً : لم نفتح الرسالة لقراءتها
ثم سأله عن أخته
قال الابن : لقد تزوجت ذلك الشاب الذي كانت تحبه وهي تعيش معه بتعاسة شديدة
فقال الأب ثائراً : ولكني أخبرتها برسالتي عن رفضي لزواجها منه لسوء سلوكه
قال الابن: لا لم نفتح الرسالة لقراءتها ، لقد احتفظنا برسائلك في هذه العلبة ،
ونحن نخرجها بين فترة وأخرى لنقلبها ونشمها ونقبلها ثم نعيدها للعلبة .
تأملت في شأن تلك الأسرة ، وكيف تشتت شملها وتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الأب
ولم تنتفع بها ، بل اكتفت بتقديسها والمحافظة عليها دون العمل بما فيها
ثم نظرت إلى المصحف الموضوع داخل علبة قطيفة على مكتبي
ياويلتاه ، إنني أعامل رسالة الله ليّ كما عامل هؤلاء الأبناء رسائل أبيهم
إنني أغلق المصحف وأضعه في مكتبي
ولكنني لا أقرأه ولا أنتفع بما فيه
فاستغفرت ربي وأخرجت المصحف .. وعزمت على أن لا أهجره أبداً
وأنت أيضاً انفض الغبار عن مصحفك ولاتهجره وانتفع به
ما دمنا الآن في شهر رمضان شهر القرآن